- الرئيسية
- أجمل ما قرأت /
- كتب عربية /
- كتب وعبر
- / كتاب المرحلة الملكية
كتاب المرحلة الملكية
0
كتاب المرحلة الملكية
الكتاب غير من شخصيتي وحياتي كثيراً، وحقيقة يعتبر من أجمل الكتب التي قرأتها. بداية اختيار عنوان واسم الكتاب والذي يظن البعض بأنه غير مناسب ولكن المؤلف علل عن ذلك بسببين:
الأول : “فخامة المرحلة وروعتها”
الثاني: “أن حياتك ستكون ملكاً لك”
بعد العنوان أختار المؤلف ان يضع اهداء ومن وجهه نظري أن الإهداء في مقدمة الكتاب جميل جداً ويعكس النرجسية التي يتمحور الكتاب حولها حيث كتب المؤلف الاهداء التالي:
“إلى أحب الناس لنفسي وأقربهم لروحي إلى خالد بن صالح المنيف”
فهرس الكتاب عبارة عن مواضيع عديدة ومختلفة أختزل فيها المؤلف خبراته وجمال قلمه وإبداع حروفه. وكم كنت أتمنى أنه قام بترتيب الكتاب وفهرسته لعدة فصول ولكن المؤلف أختار الخروج عن المألوف وربما هذا أضاف للكتاب رونقاً خاصاً.
فتحدث المؤلف على سبيل المثال في مقال المرحلة الملكية
“لماذا تنتظر مرحلة عمرية معينة حتى تنعم بـ(المرحلة الملكية) وخذ بها من الآن فقليل من دروس الحياة ما تأخذه بالمجان، والعقلاء هم من يلتقطون الحكمة ويحاكون العظماء يتعلمون من التجارب ويستفيدون من القوانين وما هي سماتها وأنا هنا أدعوك لاختصار الوقت وإعفاء النفس من مؤونة التجارب ولا تنتظر أن يتناهى بك السن، وتطوى مراحل الشباب، وتبلغ ساحل الحياة وانعم بـ(المرحلة الملكية) وأنت في ظل الشباب، وربيع العمر لتعيش حياة فخمة تليق بك!”
هنالك أيضاً مقالات رائعة وما يميز الكتاب أنه باختصار أنه يهتم بي وبك ويجعلك حقيقه تبتعد عن كل ما يشغلك من البشر او حتى تصرفاتهم التي لن تستطيع وليس دوري او دورك تغيرها.
فمثلاً في مقال ليس لك من الأمر شيء
“ثمة أمور هي خارج سيطرتنا وأعلى من مستوى تحكمنا, وهناك أمور تقع في نطاق السيطرة غير المباشرة ويدخل ضمنها كل ما يتعلق بتغيير البشر؛ فليس هناك أي ضمانة على تغيير إنسان لأن الأمر يتعلق بنفسية ورؤية وخبرة وعقلية معينة، فصرف الزوج عن عادة سيئة وتحبيب الأولاد في الدراسة أو رفع مستوى ذكائهم العقلي أو الرفع من مستوى ذوق صديق أو جعل الآخرين يعملون بنصائحك هي أمور في نطاق السيطرة غير المباشرة والعمل معها يكون بقانون التأثير لا قانون التغيير!”. أي انه ليس من دوري او دورك ان نمارس الوصاية وان نحاول من تعديل البشر او إصلاح الكون.
“لذا كف عن فكرة أن تستطيع تغير ما لا تقدر عليه وتوقف عن بذل الجهد والطاقة لأمور بذلت فيها السبب وركز وصدقني أن ثمة حياة أخرى جميلة تنتظرك! “
” المرحلة الملكيه ” عندما تصل لهذه المرحلة، لن تجد نفسك مضطراً للخوض في أي نقاش أو جدال، ولو خضت فيه لن تحاول أن تثبت لمن يجادلك بأنه مخطىء … فلسان حالك كأنما يقول له: إذهب إلى الجحيم أنت وأفكارك !.. لو كذب عليك أحدهم ستتركه يكذب عليك، وبدل أن تشعره بأنك كشفته، ستستمتع بشكله وهو يكذب مع أنك تعرف الحقيقه !.. ستدرك بأنك لن تستطيع إصلاح الكون، فالجاهل سيظل على حاله مهما كان مثقفاً، والغبي سيظل غبياً !.. سترمي كل مشاكلك وهمومك والأشياء التي تضايقك وراء ظهـرك وستكمل حياتك… نعم ستفكر في أشياء تضايقك من وقت لآخر … ولكن لا تقلق سترجع للمرحلة الملكية مرة أخرى .. ستمشي في الشارع ملكاً مبتسماً ابتسامةً ساخرة وأنت ترى الناس تتلوّن وتتصارع وتخدع بعضها من أجل أشياء لا حاجه لهم بها ولا قيمة لها !.. ستعرف جيداً أن فرح اليوم لا يدوم وقد يكون مقدمة لحزن الغد والعكس! سيزداد إيمانك بالقضاء والقدر، وستزداد يقيناً بأن الخيرة فيما اختاره الله لك … إذا وصلت يوماً لتلك المرحلة لا تحاول أن تغير من نفسك، فأنت بذلك قد أصبحت ملكاً على نفسك، واعياً جداً، ومطمئناً من داخلك !.. كلما تقدمنا في العمر زاد رشدنا، وأدركنا أننا إذا لبسنا ساعة ب300أو 3000 فستعطيك نفس التوقيت .. وإذا عشنا في مسكن مساحته 300 متر أو 3000 متر فإن مستوى الشعور بالوحدة واحد.. وفي النهاية سندرك أن السعادة لا تتيسر في الأشياء المادية؛ فسواء ركبت مقعد الدرجة الأولى أو الدرجة السياحية، فإنك ستصل لوجهتك في الوقت المحدد.. لذلك لا تحثوا أولادكم أن يكونوا أغنياء بل علموهم كيف يكونون أتقياء، وعندما يكبرون سينظرون إلى قيمة الأشياء لا إلى ثمنها.. سرعة الأيام مخيفة!! ما إن أضع رأسي على الوسادة إلا ويشرق نور الفجر، وما إن أستيقظ إلا ويحين موعد النوم.. تسير أيامنا و لا تتوقف! وأقول في نفسي: حقاً، السعيد من ملأ صحيفته بالصالحات.. الأحداث تتسارع من حولنا، والأموات يتسابقون أمامنا.. اعملوا صالحا.. ألقو السلام – رددوا مع الأذان -حافظوا على الصلوات – حصنوا أنفسكم – صلوا الأرحام – حافظوا على من يحبونكم بصدق – ابتسموا للناس – احفظوا شيئاً مِن القرآن – تصدقوا – سبّحوا – استغفروا كبروا – صُوموا – صلوا على النبي عليه الصلاة والسلام – علقوا قلوبكم بالآخرة فالدنيا لا تدوم على حال ولن تخلدوا فيها.