- الرئيسية
- التجارة /
- لبنات أفكاري
- / تجربة عائلة الزامل: شركة عائلية
تجربة عائلة الزامل: شركة عائلية
2
تأسست المجموعة على يد الراحل عبد الله الحمد الزامل
وهو رجل أعمال سعودي أسس شركة تجارة لبيع المواد الغذائية والأنسجة في مملكة البحرين في 1930 وتعتبر عائلة الزامل من أغنى العائلات في الوطن العربي: حيث تملك عائلة الزامل السعودية 3،1 مليار دولار. ترجع أصول مؤسسي شركة مجموعة الزامل القابضة إلى محافظة عنيزة الزراعية والواقعة في المنطقة الوسطى للمملكة العربية السعودية،
حيث ولد الشيخ عبد الله الحمد الزامل (1897 – 1961). وكرجل أعمال طموح, قام بتأسيس أول عمل تجاري له في البحرين وهو في التاسعة عشرة من عمره، حيث شملت أعماله نشاطات عقارية مختلفة. وكان من أبرز انجازاته بناءه أطول مبنى آنذاك في مدينة الخبر بالمملكة العربية السعودية وذلك في العام 1959.
ووفاءً لجهود الأب المؤسس واستمراراً لمسيرة النجاح، حمل الراية من بعده أبناؤه الإثنى عشر
مستنيرين من تحصيلهم العلمي، فوظفوا طاقاتهم لتطوير أعمال الشركة والنهوض بها في ميادين صناعية واعدة مستفيدين من النهضة الاقتصادية التي نعمت بها المملكة العربية السعودية في أوائل السبعينيات الميلادية من القرن الماضي. ثم توالت النجاحات لتصبح مجموعة الزامل اليوم من رواد الصناعة في المملكة العربية السعودية
تعتبر مجموعة الزامل القابضة واحدة من أكبر الشركات في المملكة العربية السعودية بعد مسيرة عملها الطويلة منذ تأسست في العام 1930. تتوسع نشاطات الزامل بين الصناعية والتجارية، إلا أنها تتميز في كل المجالات التي تنشط بها بدءاً من تصنيع مكيفات الهواء إلى صناعة الأغذية إلى الحديد إلى خدمات السفر. توظف الشركة اليوم، والتي بدأت بالعمل في مجال تصنيع البلاستيك منذ 30 عاماً، حوالي 10 آلاف موظف في 55 دولة.
وعندما أتحدث عن تجربة نجاح هذه العائلة والانجازات التي قامت بها, يأتي أحد المُحبطين ويقول هم لديهم أملاك ونحن ليس لدينا
وهذا غير صحيح فالارزاق بيد رب العالمين وهذه العائلة كافحت وأستثمرت وأتحدوا بعد وفاة والدهم وحافظوا على ثروتهم. ولقد قرأت بعض مقالات الدكتور نجيب الزامل، رئيس مؤسسة (نازكو) حول انتقال أسرته من عنيزة إلى المنطقة الشرقية، وكيف بدأوا رحلة التجارة فيها. والشاهد من مقالاته أنهم بدأوا من الصفر فجدّه كان بائع في أحد المحلات وذكر أنه في البداية كان موظف في الميناء لا أكثر. والآن أصبح لديهم شركة عائلية وهم من الأثرياء.
فذكر الاستاذ خالد الزامل، مدير عام (مجموعة الزامل) تجربة العائلة حول كيفية تأسيس هذه المجموعة، وكيف بدأت وكيف تطورت. حتى صارت عائلتهم من أغنى العائلات العربية. لكن في ثنايا الكلام نقاط أعجبتني أردت مشاركتكم إياها. فمن الرائع الإستفادة من تجربة وخبرات الناجحين والذين وصلوا لمستويات عالمية فكلامة يبث الحماس.
يقول الأستاذ خالد، والده عبدالله الزامل هو اللي أنشأ الشركة، جاء من عنيزة في القصيم إلى الجبيل في المنطقة الشرقية، لطلب المعيشة والرزق. مشياً على الأقدام !! وقام بتجربة مجال بيع المواد الغذائية، وجرب أيضاً مجال البناء والعقار،
هذا أيام الستّينات والسبعينات، وبعد ذلك توسع في أعماله ووصل إلى البحرين, حتى كوّن ثروة لا بأس بها. وتم إنشاء (مجموعة الزامل) ولك أن تتخيل مشياً على الأقدام, إنها قصة كفاح وطموح وعزيمة وإصرار ومغامرة كبيرة!
إحتاج الوالد عبدالله إلى مساعدة أحد أبنائه، فلا بد أن يعرف أحد الأولاد طبيعة العمل. فقام الابن الأكبر محمد بالتضحية بدراسته لأجل مساعدة الوالد في الشركة، و عمل معه بعد انتهائه من الثانوية العامة مباشرة. أما بقية الأبناء، فبعثهم والدهم لإكمال دراستهم في الخارج، رغم أن نفقات التعليم كانت كثيرة على الوالد. لكن كان بداخله يقين أن الشهادات الجامعية مهمة, ولذلك فتح لهم مجال الدراسة في مختلف التخصصات حسب ميولهم. وبعد عودتهم استلموا أكبر المناصب في الشركة. فالأبن الأكبر قام بالتصحية، وكان ممكن يتبع طموحه الشخصي، وتوفي الوالد بعد ذلك، فاستلم الأخ الأكبر محمد زمام الأمور، و قام بإدارة الشركة. و تولّى أيضاً متابعة أمور الأسرة مادياً وتجارياً. وفي إعتقادي أن متابعة الشركة والأسرة كانت صعبة جداً بعد وفاة الوالد. وتم إنشاء (مجلس عائلة الزامل) فكان قرار حكيم وبه يتم توزيع المهام الإدارية و توزيع الأفكار على أكثر من عقل يفكر. بل أن المجلس يتطور وأن له إدارة متغيرة من الأكفاء ويتم إختيارهم بالانتخاب. وسوف نتحدث عن المجلس لاحقاً.
قررت (عائلة الزامل) قراراً مغامراً جديداً. وهو الدخول في مجال الصناعة
وكان هذا قرار د. عبد الرحمن الزامل واخوانه. بدأت بمصنع الألمنيوم برأس مال زهيد جداً ثم أنشأت مصنعاً للمكيفات. لكن الأمر بدأ بعوائق فقد طلبت (شركة الزامل) بعض المساعدة من شركات متخصصة في تقنية المكيفات، و لكنهم رفضوا ذلك رفضاً قاطعاً ورفضهم شيء طبيعي، لأن طموحات المجموعة كانت تبدو أكبر من طاقتها و قدراتها أقل بكثير من سمعتها. ثم تعاقد الزامل مع شركة مكيفات صغيرة في تكساس عام 1974م، الوحيدة اللي قبلت أن تشارك (مجموعة الزامل) اسمها وتقنيتها في صناعة المكيفات. مقابل 7 دولارات لكل وحدة تكييف. وتم إنتاج أول مكيف وطني في ذلك العام. وجعل المصنع يبدأ بصناعة 40 مكيفاً في اليوم. ومع العمل الكثيف والمستمر والعزيمة والإصرار. أصبح المصنع يصنع 400 ألف مكيفاً من مختلف الأحجام والأنواع ! والآن مكيفات الزامل منتشرة من السعودية إلى الصين. ونتيجة لهذا النجاح “تهافتت” الشركات العالمية للتعاقد مع شركة الزامل. وتم توقيع اتفاقية تعاون بين الشركة وبين شركة جينيرال إليكتريك الأمريكية الكبيرة. ومع الوقت أصبحت (مجموعة الزامل الصناعية) شركة عالمية و لها تعاون مع الشركات في الوطن العربي والإسلامي والعالم وتملك وتدير أكثر من 45 مشرووعاً صناعياً في 42 دولة عربية وأجنبية. و ان أعمالها صارت تشمل البتروكيماويات، الحديد، الإنشاء، الاستثمارات المالية والغذائية وغيرها.
ومن الجدير بالذكر أن مصنع الحديد بدأ غريباً مثل مصنع المكيفات، وطردت شركات الحديد الكبيرة عبد الرحمن الزامل واخوانه لأنهم لم يكونوا معروفين ولكن عزيمتهم كانت أقوى من الظروف. والآن مصنع حديد الزامل يحتل المرتبة الراابعة عالمياً من حيث الإنتاج والمبيعات!! بنسبة تصدير في مصانعهم = 50% تقريباً، و 30% من العمال في مصانعهم سعوديين.
قصة نجاح عجيبة فعلاً ولفن إنتباهي مقابلة مع أحد الإداريين في شركة الزامل، حيث ذكر حرص عائلة الزامل على الخير والعمل الخيري وخدمة المجتمع. وكذلك عدم القيام بأي مخالفة نظامية وأن هذا الشيء في مصلحتهم لأنه يحافظ سمعتهم وسمعة والدهم رحمة الله ويبقى سجلهم ناصع البياض لدى الحكومة والمجتمع.
دعونا نعود من جديد إلى(مجلس عائلة الزامل) والذي يهتم بجميع أبناء العائلة. فالعائلة كبيرة جداً من ناحية عدد الأفراد, لذلك إدارة المجلس تعتمد على القيادة الجماعية، والتعاون بين أكثر من شخص من مختلف الكفاءات. وأيضاً لهذا المجلس عدة لجان منبثقة منه وأقسام مختلفة:
1- مجلس العائلة: يطرح أهداف العائلة.
2- اللجنة التنفيذية: تدرس وتنفذ.
3- مجلس الأبناء: يهدف إلى ربط الجيل الجديد بجيل الكبار.
يقود هذا المجلس الفرعي من المجلس الأصلي، أحد كبار الأبناء العاملين في الشركة، وعضوية المجلس لكل شاب في العائلة عمره 21 سنة ويضمن وصول صوت شباب العائلة إلى الكبار فيها.
من وظائف (مجلس عائلة الزامل): دعم فقراء العائلة,الأوقاف, العائلة الالكترونية, والصندوق الخيري والاهتمام بأبناء العائلة الصغار
يقول الأستاذ خالد الزامل، ان العائلة تهتم كثيراً بأبنائها الصغار, من ناحية اختيار تخصصاتهم للدراسة الجامعية لأن هالصغار هم اللي بيمسكون الشركات بعد الكبار. حتى أنهم قاموا بجلب بعض المتخصصين والاستشاريين من الخارج، للمشاركة في تحديد المجالات المناسبة لهؤلاء الصغار. عن طريق دراسة شخصياتهم وتحديد ميولهم، ثم تحديد التخصص المطلوب لكل فرد وفق نظرة علمية مدروسة، بالإضافة إلى الطريقة المناسبة لتربيتهم وتعليمهم من الألف إلى الياء. وعمل الدورات التدريبية، التثقيف الإداري، من كبار العائلة لصغارها, والتجهيز لسوق العمل ومتطلبات الحياة والمستقبل، هي شيء ضروري جداً ومهم لكل واحد من الصغار عندهم. وفي النهاية تقوم (مجموعة الزامل) باحتضانهم, بعد تخرجهم وتأهلهم لاستلام مناصب عليا جيلاً بعد جيل.
أعجبني اهتمامهم بالجيل الناشئ، واهتمامهم بالدراسة خصوصاً.
أعجبني حفاظهم على وحدة العائلة وعملهم بمبدأ الاستشارة في أمور المجلس. مبدأ اللامركزية ونظرتهم المستقبلية.
أعجبني نقل الخبرة من جيل الشياب إلى جيل الشباب ويضمن ذلك بقاء الشركة وعدم سقوطها في الفساد الإداري أو المالي أو أي خطأ قدر الإمكان.
عبد الرحمن الزامل وهو أحد أبناء عبد الله الزامل المؤسس يعمل ندوات ومحاضرات لتثقيف الشباب وإخبارهم بتجربة عائلته الناجحة..
و كانت له من كم سنة محاضرة مشهورة و قيّمة وانكتب عنها في كم مكان. اسمها (من عنيزة إلى فيتنام). ويمكن موجودة في مقالات نجيب الزامل
تكلم فيها عن شركة الزامل الصناعية من الألف إلى الياء ..
و بالخصووص تكلم عن: الشركة العائلية ، كيف تنجح وكيف تبقى متماسكة؟
صحيح لما أفكر فيها ، إدارة الشركة العائلية ممكن أصعب من الشركة العادية ،
ممكن مكان المجاملة يكون أكبر : يا عمي يلا وظفني وياك انا ولد اخوك ..
أو ممكن مكان النزاع يكون أكبر : ورث ابوي ماحد ياخذه غيري ..
إلا أن شركة الزامل قدرت تبقى متماسكة ..
أرجع د. عبدالرحمن الزامل ذلك إلى:
التربية الدينية المتوازنة لأبناء العائلة في الجيل الأول (1) و انهم ما كانوا يركضون وراء المادة..
أيضاً (2) كل واحد عارف حدوده وواجباته وحقوقه.. ويعرف بعد مصلحة عائلته ويسعى لها..
(3) مجلس العائلة وإدارته مكونة من عدة أشخاص من ذوي الكفاءات وكبار السن والشأن ،
وقرأت ان من مهام هذا المجلس : المتابعة والمراقبة.. مافي مجال للخطأ ، وإذا حصل ، فهناك أحد يحاسب وينبّه ..
قسّم مسيرة الشركة إلى 4 مراحل:
1- مرحلة الأب المؤسس (المغامر)
2- مرحلة الأخ الأكبر (الحكيم)
والذي حافظ على وحدة العائلة بعد وفاة الوالد
3- مرحلة الشراكة العائلية: المرحلة الصناعية
وفي هذي المرحلة تم إنشاء مجلس العائلة ..
مع تحديد أولوية قيادته لكبار السن ، وتحديد 4 اجتماعات رسمية له في السنة
أيضاً مثل ما قلنا قبل اتخاذ القرارات كان يسبق بالمحاورة والمناقشة بين الجميع
والشرط الوحيد هو الالتزام وتحمل المسؤولية والانضباط ..
قرار تحويل الشركة إلى المجال الصناعي كان قرار هذا المجلس
و جاء مدروس من قبل الإدارة ، ومتلازم مع اعتماد الحكومة للخيار الصناعي كخيار استراتيجي للتنمية..
4- المرحلة الرابعة: الشركة الثابتة وتطورها
هنا ثبتت الشركة كشركة صناعية .. وكبرت وصار لها فروع
لكن المجلس صار يفكر في مصير الشركة ، وكيف ستكون المرحلة الانتقالية للجيل الثالث
(جيل الأب – بعدين جيل الأبناء – و جاء دور جيل الأحفاد)
و يقول د. الزامل كان هذا الانتقال أصعب من الانتقال الأول ،
لأن الزمن تغير ، الورثة كثروا ، القيم تغيرت ، وأساليب التربية تغيرت..
وكان الأمر المؤرق للمجلس ، هو بعض الدراسات التي تشير إلى أن الشركات العائلية تندثر مع الجيل الثالث
إذا لم يأخذ المؤسسون هذا الأمر بالحسبان ولم يعدوا له جيداً بدراسة وخطى عملية..
اللجنة التنفيذية استلمت الموضوع وقامت بتحويل الشركة إلى شركة مساهمة تدريجياً.. حلاً لهذه القضية..
( يعني شركة فيها ناس من غير عائلة الزامل.. ويقول الزامل ان هذا القرار كان صعب لعدة اعتبارات لكن تم لمستقبل الشركة )
وكذلك تم تكوين (مجلس إدارة الأبناء) وهو إدارة الشركة الشبابية تقوم على تقييم أعمال الشركة وتقديم النصائح..
وأشوف في قراراتهم نظرة ثاقبة للمدى البعيد أعجبتني..
هناك شيء لفت نظري كذلك ،
والدكتور عبد الرحمن يتكلم في إحدى محاضراته عن وحدة العائلة وتماسكها ،
كونها السبب الأول لنجاحهم في وجهة نظره ،
قال ان هو واخوانه (أبناء عبد الله المؤسس) 12 ولد من 3 أمهات ..
لكن يصعب معرفة الشقيق وغير الشقيق فيهم ، لأنهم متفقين جداً وكلمتهم وحدة..
أيضاً قال ان اخواته البنات 4 مشاركات أيضاً في شركة والدهم.. وهذي نقطة جيدة للبنات وللشركة.
بالإضافة إلى الوحدة، قال إن أسباب نجاحاتهم كشركة عائلية ، هي: الأمانة والصدق ، الثقة بين الاخوان ، التركيز على تقوية المستوى التعليمي لأبناء العائلة ، تعميق مفهوم الترابط الأسري لدى الجميع والتركيز عليه في كل مناسبة ، وضع ميثاق العائلة لتحديد المبادئ التي يلتزم بها الجميع ، الحرص على أن يكون الشريك التجاري ممارس للعمل التجاري ، ألا يكون التعامل المادي هو أساس العلاقة ، ابتعاد الكبار عن الأنانية وحب الظهور وإتاحة الفرص المتساوية للجميع ، التفاعل الإيجابي مع المجتمع ، وأخيراً احترام الكبير ولو زاد عمره يوماً واحداً..
أما “الوصفة السحرية” كما سماها ، لنجاح الشركة بعد أن صارت شركة مساهمة ، هي : التأكيد على رفض مبدأ الرشوة تماماً ، الشفافية المالية العالية ، زيادة عدد المشاركين في اتخاذ القرار ، القبول بالرقابة المالية ، فصل المصلحة الشخصية عن الشراكة تماماً ، عدم القبول بشريك غير ممارس للعمل التجاري..
انتهى ، هذا منقول نصاً من محاضرته بالغرفة التجارية ، اللي هي (من عنيزة إلى فيتنام)..
أخيراً ..
كانت نصيحة الزامل للنجاح التجاري هي:
تحديد الهدف أولاً ،
ثم التعمق في دراسته ..
وأكّد على رفض إهمال بعض الشباب للدراسة بحجة العمل والتجارة ..
Pingback: تجربة عائلة الزامل: شركة عائلية | مسيرة .. بوابة الشركات العائلية