زراعة الأغشاب الطبية فرصة ضائعة
0
بلاد المملكة غنية جداً في أعشابها الطبيعية المتنوعة حيث أن لها مساحات واسعة ومناخات متعددة وتتمتع بدفء وسطوع شمسي وتربة متنوعة.
ولا شك أن لهذه المناخات والتربة أثر بالغ على التنوع النباتي. وبعض هذه النباتات لاتوجد إلاّ في البلدان الصحراويـة وأخرى أصلية لا نجدها إلاّ في منطقة نجد، بل هناك أشكال نباتية لا تظهر إلاّ في أمآكن معدودة أو محدودة للغاية بالمملكة.
وأن من بين هذه الثروة النباتية ما لا يقل عن الخمسمائة عشبة متداولة بين الأهالي في الطبابة ومعروفة لدى السّكان إذ منها ما يقارب المائة عشبة طبية نجدها تباع لدى العطّاريين في الأسواق. ولا يخفى ما لهذه الثروة النباتية من قيمة إقتصادية لا يمكن إهمالها أو الإستهانه بها, إذ أن في ذلك خسارة عظيمـة بل يجب المحافظة عليها وتنميتهـا، وتقييمهـا.
فالمحافظة على الطبيعة معناها المحافظة على حياة الأجداد، وفي تقييمهـا وتقويمهـا منافع عديدة لتنمية ثروة الوطن. إن معرفـة النبتة معرفة حقيقية بوصفها وتحديد خصائصهـا وضبط مميّزاتها و إسمها يعـد أساس البحث العلمي الصحيح. ولا نبالـغ أن قلنـا أن معرفة إسم النبتة معرفة صحيحة وتمييزها عن غيرها يعد مهماً للغاية. والحمدلله إن مراكز البحث العلمي في الجامعات السعودية ساهمت في تلك المعرفة حيث جرى توثيق العديد من الأبحاث العلمية والكتب المحكمة في هذا المجال.
أن ماينقصنا الآن من وجهه نظري الشخصية هو إستغلال تلك الأبحاث النظرية وتحويلها لواقع عملي والبدء في الفعلي بتحويل المزرارعين وتوجيهم الوجهه الصحيحة وإمدادهم بهذه المعرفة بطرق بسيطة بل وتزويدهم بالبذور ذات النوعية الجيدة كي نبدأ اقتصاداً جدياً. وأن نستثمر بيئتنا الإستثمار الأمثل وسوف يكون هنالك مقالاً مطولاً عن انواع هذه النباتات الطبية ومدى إمكانية استنباتها كالشيح وحبة البركة والزعتر البري والعرفج والحنظل وغيرها الكثير والكثير من تلك النباتات التي أهملت.